اختتم الفنان عادل إمام مساء أمس عروضه المسرحية لـ "بودي جارد" أمام جمهور مسرح الارينا بجامعة عمان الاهلية.. ولم تكن مشاهد العرض المسرحي التي تسيّدها النجم عادل امام، وقدمها مع ابطال مسرحيته "شيرين سيف النصر، عزت ابو عوف، سعيد عبد الغني، والتي تدور في اطار ساخر، لتهدىء من ضحكات الجمهور التي تواصلت مع الافهيات التي اطلقها ابطال العمل، واستخدموها في ايصال مجموعة من الافكار للجمهور باسلوب هزلي.
الزعيم عادل امام مع شيرين سيف النصر
والمسرحية التي ألفها يوسف معاطي وسمير خفاجي واخرجها مسرحيا رامي إمام (ابن عادل) تدور احداثها حول مسجون يقضي فترة العقوبة، يلتقي بأحد رجال الأعمال "سعد الدين فارس - عزت ابو عوف" في السجن، حيث توفر له ادارة السجن مهجع مريح به كل وسائل الراحة، ويعرض على "ادهم الجنابي - عادل امام" حراسة زوجته "عيشة - شيرين سيف النصر"، ثم يكتشف أنه يريد أن يجعله واجهة لعملياته المشبوهة، ويتورط السجين مع الكبار في اللعبة، ويتضمن العرض مشهدا في المحكمة يحاكي فيه عادل إمام مشهد المحكمة الشهير الذي قدمه في مسرحية (شاهد ما شافش حاجة) والتي حققت نجاحا كبيرا.
ويتناول امام في مسرحيته التي يعرضها موسميا منذ تسع سنوات، الفساد بكافة اشكاله وانواعه، ولم تخل المسرحية من الاشارات والايحاءات الجنسية، كعادة معظم اعمال عادل امام. عموما.. العمل يبقى يدور في فلك الاضحكاك ونقد الفساد المستشري في بعض دوائر الحكومات، ولا يبرز في العمل سوى شخصية واحدة تدور حولها الاحداث "عادل امام"، لضمان اعطاء الجمهور جرعات زائدة من الضحك.
وكان عادل أمام قد عقد مؤتمرا صحفيا عصر يوم عرضه الأول أكد فيه أنه يرى أن الخروج عن النص من حق الفنان للإبداع في إضحاك الجمهور و لكن داخل حدود فكرة النص و الجو العام مشيرا بأنه لا يقدم الكثير من الأعمال المسرحية والسينمائية لحرصه وخوفه من تقديم عمل لا يليق بالمستوى الفني لأنه من وجهة نظره تقديم عمل واحد جيد أفضل من تقديم عدة أعمال رديئة ذات مستوى هابط.
صورة من المحكمة...
وقال الفنان المصري عادل إمام إنه يعتبر نفسه من مفردات القومية العربية. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده أمس في فندق الراديسون ساس وأداره الفنان نبيل صوالحة بحضور عدد كبير من الصحافيين والإعلاميين إنه لا يطمح في الوصول إلى منصب سياسي كبير، مبينا أنه يمتلك "هما كبيرا يتمثل في رحلة 40 عاما مع الفن". ووصف الفنان الملقب بـ"الزعيم" الفن بأنه "متعتي الوحيدة". وقال "أنا سعيد بأن العرب اتفقوا على شيء واحد فقط هو عادل إمام".
وأعرب إمام الذي يشغل منصب سفير شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط عن سعادته بعرض مسرحيته "بودي جارد" في الأردن ضمن مهرجان جرش للثقافة والفنون لمدة ثلاثة أيام على مسرح الأرينا في جامعة عمّان الأهلية. وبخصوص مدة عرض مسرحيته التي ما تزال تقدّم منذ قرابة تسع سنوات، قال إن "المسرح يعد متعة كبيرة، والمسرحية ما تزال تعجب الجمهور وتسعده وتضحكه وهذا يعطيها الاستمرارية".
ويمثل في مسرحية "بودي جارد" إلى جانب إمام الفنانة شيرين سيف النصر ومجموعة من الفنانين الشباب. ولا ينوي إمام إيقاف عرض العمل "حتى يتوقف الجمهور عن الإقبال عليّ"، وهي "عادة أتبعها في جميع مسرحياتي".
وردا على سؤال حول اعتباره على رأس قائمة المستهدفين من قبل بعض الاسلاميين، قال امام "انا مستهدف منذ زمن طويل من قبل هذه الفئة، ولكن هذا لا يهمني على الاطلاق، ما يهمني هو الفن والجمهور فقط".
وردا على سؤال آخرعن تقديمه "مشاهد إغراء ولقطات إباحية" رغم كونه سفيرا للنوايا الحسنة، قال إمام بغضب "لو كنت أمثل شيئا ضد الاخلاق لما اختارتني مؤسسة شؤون اللاجئين سفيرا لها". ويحاول إمام في اختيار مواضيع أفلامه ان يكون متجددا دائما، كما حصل معه في فيلم مرجان احمد مرجان الذي يعرض الان في دور السينما العربية، إذ يعلي الفيلم من قيمة العلم والمعرفة.
من المؤتمر الصحفي..
وقدم إمام في مسيرته الفنية الطويلة زهاء 117 فيلما سينمائيا، و 10 مسرحيات، و 6 مسلسلات إذاعية، و 3 مسلسلات تلفزيونية صنع بها لنفسه تيارا خاصا من الكوميديا والتراجيديا. كما ألقى الضوء في أعماله على قضايا شائكة في المجتمع مثل قضية الإرهاب عندما أطل برأسه على المجتمع المصري في حقبة التسعينيات الحزينة. وكان عادل إمام أول من قدم أعمالا فنية تناقش هذه الظاهرة مثل فيلمي "الإرهابي" و"الإرهاب والكباب".
ويسعى عادل إمام في أعماله، كما يرى نقاد، للاقتراب من هموم وأحلام المواطن المصري وإظهار المعاناة اليومية لهذا المواطن من جهة أخرى.
وتعرض عادل إمام لحملات نقدية شديدة منذ بدايته الفنية. ومع ذلك كان صديقا لعدد من الزعماء والسياسيين، ومنهم الراحل ياسر عرفات. وقد كرمه الرؤساء اليمني والسوري والجزائري بلقاءات خاصة في قصور الرئاسة وقد حصل على جائزة اوسكار التلفزيون العربي الأميركي وعشرات من الجوائز الأخرى، ومن أهمها أحسن ممثل عن دوره في فيلم "الإرهابي".